غزة ودموع الكروكودايل المصري

غزة ودموع الكروكودايل المصري

منذ إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية الأولي بعد ثورة 25 يناير بفوز الدكتور محمد مرسي حتى بدأت الاتهامات تنهال عليه وعلي إخوانه بأنهم يفضلون غزة علي مصر وأنهم يعتنون بالشعب الفلسطيني أكثر من الشعب المصري، وبان أكثر ما يشغلهم هو توفير الخدمات الحياتية اليومية لإقليم غزة وبتهريب الكهرباء والسولار والأسلحة وفتح معبر رفح علي الدوام، بل وصل الأمر باتهام مرسي وإخوانه بالخيانة العظمي والمتمثلة بمنح أرض شبه جزيرة سيناء كوطن بديل لحكومة حماس.

والغريب أن كل هذه الاتهامات انهالت علي الرئيس مرسي بمجرد إعلان اسمه بأنه الفائز في الانتخابات الرئاسية وحني قبل جلوسه علي كرسي الرئاسة وقبل أن يتسلم مقاليد الحكم من المجلس العسكري.

ولكن الأغرب بأن تلك الحناجر هي نفسها بأحبالها الصوتية ذاتها هي من عابت علي مرسي تأخره في نصرة غزة ضد العدوان الصهيوني، ثم استخفوا وقللوا من أهمية قراره باستدعاء السفير المصري لدي تل الربيع (أبيب) المحتلة، وصدحت أبواقهم الإعلامية وصفحاتهم الفيسبوكية بأن مرسي لم يأت بجديد، فهي نفسها ذات القرارات التي اتخذها الرئيس المخلوع مبارك إبان حرب غزة الأخيرة.

كيف لشعب كان بالأمس القريب يعتبر إعانة غزة خيانة وطنية، وبأن إمدادها بالسولار والكهرباء والغذاء هي سبب فقر مصر وسبب الأزمات الطاحنة التي يحيياها الشعب المصري، له أن يتباكي وينتحب الآن علي أهل غزة، ويطالب من مرسي ردع العنجهية الإسرائيلية بكل ما أؤتي من قوة.

فيا أيها المصريون امسحوا دموع التماسيح ولا تتباكوا علي شهداء انتم لم تحبوهم قط، فما الفرق إن مات أهل غزة برصاص العدو أو أن يموت جوعي من الحصار وغلق المعابر، فكفاكم نفاق ونهوطة كدابة.

غزة ودموع الكروكودايل المصري

غزة ودموع الكروكودايل المصري :: تعاليق

غزة ودموع الكروكودايل المصري