في مقالته المثيرة للجدل والمعنونة " هل اصبح الفلول ضرورة وطنية" إستعرض الأستاذ جمال فندي – رئيس تحرير مصر 11 – وجهة نظره بضرورة إنشاء حزب جديد قوي ليكون منافساً شرساً لحزب الحرية والعدالة (بدون لف ودوران الاخوان المسلمين) ليتقاسم معه إدارة شؤون البلاد بهدف خلق نوع من التوازن السياسي في الحياة السياسية المصرية. الي هذا الحد لم ولن اختلف انا او أحداً غيري مع هذا الطرح الذي يهدف الي المصلحة العامة للوطن. ولكن ان يقترح رئيس تحريري – الذي فيما يبدو بعد مقالتي هذه سوف يقلدني قلادة النيل ويحيلني الي التقاعد – بان الأنسب الي تشكيل الحزب الجديد القوي هم قيادات الفلول فهذا شيئا عجاب!!. بل ودافع دفاع مستميت عن فسادهم الذي برره بأن الجميع (حتي عسكري المرور الغلبان) كان يحبو في نفس ذات المستنقع الفاسد، وبانهم - اي الفلول - هم الاجدر لقيادة الحزب الجديد المنافس للحرية والعدالة لان لديهم المال، واستبعد امكانية قيام الأطهار بقيادة الحزب الجديد، وقال بالكلمة في نهاية الفقرة قبل الاخيرة "طبعا الطموح ان يكون هناك حزب قوي اخر بمواجهة الاخوان غير حزب الفلول، ولكن الواقع يقول ان الفلوس مع الفلول، وبالتالي لن يفل الاخوان غير الفلول!"

لا ادري اهل الخوف من استحواذ فصيل واحد - مهما كان انتمائه -علي ادارة شؤون البلاد هو من جعل الاستاذ جمال ينسي او يتناسي الدماء الطاهرة التي سالت في ميادين مصر لتحرر الوطن من قبضة الفلول الفاسدين اللصوص مصاصي دماء الشعب وخيرات البلاد والقري، الشعب المصري قام بثورة ضد الطغاه من اباطرة الفساد، في كل قرية مصرية كانت هناك ثورة ضد الفساد والمفسدين، نعرفهم عين اليقين ونمقتهم كمقتنا للجهيم ونسعي للقضاء عليهم كسعينا لجنات النعيم، فكيف ترضي ياسيدي لشعب حطم الاصنام ان يعبد اشلاؤها، وان يعيد السوط الي قبضة جلاديه وأن يشد علي عضدها بعد ان خارت قواها.

نحن الشباب نحلم بوطن جديد، لا خوف فيه الا من رب العباد، من احسن فله الجزاء ومن اخطأ فالقانون كفيل لردعه، لا تعذيب فيه لمتهم حتي ولو ادين، لا جدران تخلق غرف تعذيب، ولا جدران لها اذن لتوشي بصاحب فكر وراي، واننا نعول كثيرا علي اصحاب الفكر والمنابر الصحفية الجريئة والشابة مثل مصر 11 ان تعزز الامل في الصدور الحالمة لا ان تحاول ان تلبس الفاسدين من الفلول الملعونين اقنعة جديدة وتصويرهم علي انهم ضرورة وطنية.